طالبت الإدارة الأميركية السلطات السورية بالسماح لسفير واشنطن في دمشق روبرت فورد، بالتجول بحرية في أنحاء البلاد، وذلك بعد تحذير وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم السفيرين الأميركي والفرنسي من مغادرة دمشق دون "إذن".
Advertisement
ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) عن المتحدثة باسم الخارجية قولها إنه "ينبغي السماح للدبلوماسيين بالتنقل بحرية لتوثيق ما وصفته "عمليات القمع" ضد المحتجين المناوئين للحكومة، بعيداً عن وسائل الإعلام ومنظمات حقوق الإنسان".
وكان وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم، جدد تحذيره خلال ندوة حوارية في جامعة دمشق، يوم الأربعاء، السفيرين الأمريكي والفرنسي من مغادرة دمشق دون إذن من السلطات السورية، مضيفا نحن لم نطرد السفيرين الأمريكي والفرنسي كمؤشر على الرغبة في علاقات أفضل مع فرنسا وأمريكا وان تعيد بلدانهم النظر في مواقفها تجاه سورية.
كما قال المعلم مؤخرا، في حال تم زيارة السفير إلى خارج دمشق دون أذن مسبق، سنطبق ما تطبقه الولايات المتحدة على بعض السفارات المعتمدة لديها بعدم السماح للسفير وأعضاء سفارته بتجاوز محيط 25 كم عن مقر عملهم وعلى أساس مبدأ المعاملة بالمثل.
وجاء تصريح المعلم بعد قيام السفير الأمريكي روبرت فورد، والسفير الفرنسي اريك شوفالييه مؤخرا، بزيارة مدينة حماة التي تشهد احتجاجات، بدون أذن مسبق، الأمر الذي اعتبرته السلطات السورية دليلا واضحا على تورط بلاده بالأحداث الجارية في سورية لأنه ذهب إليها "دون إذن"، متهمة فورد بأنه التقى مخربين والمتظاهرين وحرضهم على رفض الحوار مع الحكومة، في حين رفضت الخارجية الأمريكية الانتقادات التي وجهتها الحكومة السورية لسفيرها في دمشق مشيرة إلى أن الزيارة كانت بعلم وزارة الدفاع السورية.
وكانت وزارة الخارجية السورية أكدت مؤخرا، على ضرورة طلب البعثات الدبلوماسية المتواجدة في البلاد لموافقة مسبقة لكل الدبلوماسيين الراغبين في التنقل في أرجاء البلاد، مجددة في ذات الوقت التزامها باتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية ولاسيما المادة 41 منها، مطالبة الجميع الالتزام بها.
وتوجب إحدى فقرات المادة 41 المذكورة قيام جميع الذين يتمتعون بالحصانات والامتيازات احترام قوانين وتعليمات الدولة المضيفة، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول المضيفة.
وتمارس الولايات المتحدة وعدد من الدول الغربية ضغوطات على سورية من خلال فرضها حزمة عقوبات ومحاولتها استصدار قرار في مجلس الأمن يدين، ما أسمته "قمع" المتظاهرين، إلا أن معارضة روسيا وتحفظات الصين والهند تحول دون ذلك، وترى الحكومة السورية أن فرض العقوبات جاء بسبب مواقفها الداعمة لإيران وللمقاومة في فلسطين ولبنان.
وتشهد مدن سورية عدة منذ نحو 4 أشهر مظاهرات تتركز أيام الجمعة تنادي بالحرية وشعارات سياسية مناهضة للنظام، تزامنت مع سقوط شهداء مدنيين وعسكريين وعناصر أمن، حملت السلطات مسؤولية هذا الأمر لجماعات مسلحة، فيما يتهم نشطاء حقوقيون السلطات باستخدام العنف لإسكات هذه المظاهرات.