رأت أسرة عمل مسلسل "سوق الورق" أن انتقادات جامعة دمشق للمسلسل والمطالبة بوقفه تفتقد للأسس المنطقية، مؤكدة أنه نص فني تخيلي ولم يكن المقصود فيه جامعة دمشق.
وجاء في بيان أسرة العمل الذي تلقت سيريانيوز نسخة منه أن "جامعة دمشق لا تفرق بين الدراما التلفزيونية والتحقيق الصحفي والعمل التوثيقي، حيث تحاول أن تضع الدراما التلفزيونية في خندق معاد ضد الجامعة، وهو نص درامي فني تخييلي، ولسنا أمام نص توثيقي أو تسجيلي ويتناسى الرد الانفعالي أن تصوير المسلسل تم في جامعة دمشق بناء على موافقتها، وقد أخذت الأجور المقررة للتصوير من إدارتها، ويتجاهل الرد عن قصد أو غير قصد عناصر العمل الأخرى أي المخرج، الممثلين، الجهة منتجة، المصورين، وكذلك بغض النظر عن شخصيات المسلسل الإيجابية الجامعية والنزيهة الرافضة للفساد ولا ينتصر لها ولا يهتم بها وكأنها لا تعنيه، وهي ضعف عدد الشخصيات السلبية"
وتمنت أسرة العمل أن "يصل صبر الجامعة إلى الحلقة الحادية والثلاثين لأن الحكم على عمل منقوص سيكون حكماً غير دقيق وغير موضوعي، ولو صبرت جامعة دمشق لوجدت أن رئيس الجامعة والوزير والقيادة لا يرضيهم الفساد، فيشكلون اللجان لمكافحته انسجاماً مع توجه الدول".
وكانت كاتبة المسلسل آراء الجرماني قد كشفت لسيريانيوز في وقت سابق أن "رئاسة جامعة دمشق طالبت بشكل رسمي بإيقاف عرض العمل الذي ينتقد وبشدة فساد أساتذة الجامعة المستشري في الجامعات السورية, إلى جانب الفساد الإداري فيها والتلاعب بنتائج الامتحانات".
وأضاف البيان أن رئاسة الجامعة رأت أن المسلسل سيزعزع الثقة بين الطلبة والأساتذة، وتغافلت عن أن السكوت على الفساد هو الذي يزعزع الثقة ويزرع الفتن، بل يصل الوهم برد الجامعة إلى حد الاعتقاد بأن مؤسسات التعليم العالي عصية على النقد أو الفساد، بل وصل الأمر إلى منجزات الجامعة ودورها، وكأن المسلسل هدفه الانتقاص منها.
وتابع البيان "يتهم الرد الزملاء الإعلاميين بالتجييش ويظهرهم كأنهم أدوات في يدي فريق عمل المسلسل، ويتجاهل أهمية أسمائهم في مجال الدراما التي نعتز بها، ونفتخر ببصماتهم وقد تناسى أن أكثر من خمسين صحيفة وموقعاً إلكترونياً كتب عن المسلسل أثناء التصوير وقبل عرضه.
وأشار البيان إلى محاولة جامعة دمشق الربط بين الطالبة المؤلفة والجامعة متناسياً أن العلاقة بقيت ودية بينها وبين جامعتها إلى أن بدأ عرض المسلسل ونستغرب كيف يروق للجامعة مثل هذا الاتهام لزميلة لنا في العمل وتصوير الأمر على أنه مؤامرة تحاك ضد الجامعة اجتمعت عليها الكاتبة ومن (لف لفها) فهل المقصود أن مؤسسة الإنتاج والمخرج تآمروا واجتمعوا عليها ونسيت الجامعة أن دور الكاتبة هو تقديم نص مكتوب وقد ارتأى المخرج التصوير في الجامعة ليعطي النص مصداقية أكبر ويجعله أكثر أثراً في المتلقي.
وأوضح البيان أن "رد الجامعة مليء بالمتناقضات التي تنم عن الارتباك والعجلة والانفعال، فطوراً يشيد بمنجزات جامعة دمشق وتارة يشير إلى أن الجامعة لم تتخذ أي إجراء بحق الطالبة، ثم يصف الطالبة الكاتبة بأنها ممتلئة بالفساد، ولا يتردد في الحديث عن أن المسلسل له أثر جماهيري واسع ويسارع بالحديث عن مطالبات بعينها ألحت عليها إدارة الجامعة وطلبت من الكلية والنقابة، وأن الجامعة ستتحمل المسؤولية، وتحاسب الكاتبة الطالبة، وذلك يكشف أن الرد لم يستطع أن يتجاوز كون الكاتبة طالبة في الجامعة، ولا يخجل من الإشارة إلى ما تنوي فعله الجامعة تجاه الزميلة الكاتبة، وقد فاته أن الكاتبة هاهنا تُحَاسَب بصفتها طالبة، وليس بصفتها كاتبة ذات موقف فكري، ولولا كتابتها للنص لما حدث لها شيء مما وعد به الرد من عقاب منتظر؟؟؟ ".
وكانت الكاتبة التي تحضر حالياً رسالة دكتوراه في قسم أدب العربي "لم يكتفوا بالمطالبة بإيقاف عرض العمل وإنما لجأووا إلى مجلس كلية الآداب وأصدروا قرار بإحالتي إلى مجلس تأديبي, وتم إصدار قرار أيضاً بإيقاف رسالة الدكتوراه "النقد السّيميائي للرواية العربية" التي كنت أستعد لتقديمها خلال الأسبوعين المقبلين.
وأكد البيان أن النص لم يشر إلى جامعة دمشق أو أي جامعة سورية، وأن مؤسسة الإنتاج التلفزيوني والإذاعي التابعة لوزارة الإعلام اقتنته منذ عام 2010، وأنه إذا حدث تطابق بين شخصيات في المسلسل والواقع فهو مصادفة محض، ولم يكن مقصوداً.
ولفت البيان إلى أن أسرة العمل كانت تتوقع من جامعة دمشق التي أسقطت العمل عليها حرفياً، وعدّت نفسها مقصودة به أن هذا شأنها وليس شأننا نحن فريق العمل لأننا نحن نقدم عملاً درامياً وليس عملاً تسجيلياً وأن تقود حملة لمكافحة الفساد وأن تفتح ملفات الفاسدين إن وجدت؛ بما أن المؤسسات التعليمية قدوة في ذلك، لا أنْ تستعمل لغةً من العصر الجاهلي أظهرت الجامعة كأنها خارج عصرها ولا تتابع ما يحدث في بلدنا ولم تسمع بمكافحة الفساد الذي تقوده السلطات العليا في سورية، وهذا لا يتناسب مع عراقة جامعة دمشق ولا مع تطورها المتسارع وبخاصة قفزاتها الأخيرة كما أشار الرد! .
ومسلسل "سوق الورق" من إخراج أحمد إبراهيم الأحمد للكاتبة آراء الجرماني , ومن بطولة سلوم حداد, مرح جبر, مكسيم خليل, عبد الهادي الصباغ, نضال نجم, نجلاء الخمري, محمد حداقي.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]