أكدت مسؤولة في منظمة الاغذية والأدوية الأميركية، وهي منظمة حكومية، أن عقار حب الشباب المسمى «الاكيوتان» (ايزوتريتينون) برغم فعاليته الكبيرة، له أعراض خطيرة على المرضى إذا لم يتم التقيد بالتحذيرات التي أطلقتها منظمتها وخاصة تناوله دون استشارة الطبيب.
فيما أكدت مسؤولة أخرى من الشركة المصنعة للدواء أنها مستمرة بتصنيعه وتوريده للعالم العربي، نافية أن يكون له هذه المخاطر التي يتم الحديث عنها، وهي «الجنون والانتحار وأمراض فقدان الرغبة وأمراض القلب والكبد وغيرها».
ومن الأسماء التي يحملها (ايزوتريتينون) في الأسواق: الأكيوتان، أمنستيم، كلارافيس، سوتريت. وفي عام 2007 أطلقت المنظمة برنامجا بالتعاون مع الشركات المصنعة، والغاية منه تحذير الزوجات من أخذ هذا العقار إذا كن راغبات بالحمل، أو عدم أخذه خلال الحمل، لأنه يؤدي لأمراض وتشوهات بالجنين، وأشارت إلى 190 حالة انتحار بين متعاطي هذا العقار في العام 2005.
وتقول المنظمة في بيان لها إنه يجب مراقبة المرضى الذين يستخدمون هذا الدواء والذي من أعراضه الإحباط، التفكير بالانتحار، الغضب، فقدان الرغبة الجنسية، والسلوك العدواني، وفي حال ظهور الاعراض يجب الاتصال فورا بالطبيب وإيقاف الدواء.
وبحسب التقارير الطبية الأميركية فإن المضاعفات يمكن أن تظهر بعد سنة وهو دواء يؤخذ لمدة 6 أشهر، ومن أعراضه أيضا: الصلع، مشاكل في النظر، حكة في الجسم، جفاف العيون وصعوبة وضع عدسات، نزيف في الأنف، حساسية من النور، ارتفاع أنزيمات الكبد، ألم المفاصل والعضلات، اكتئاب، سلوك عدواني، الرغبة بالانتحار، فقدان السمع، تورم بالمخ، فشل وظيفة الكبد، تشوهات الجنين، يقل النظر وصولا للعمى، قصر القامة، انخفاض كريات الدم البيضاء تآكل العظام، سكتة قلبية أو دماغية، صرع.
ومن منظمة الاغذية والأدوية الأميركية تحدثت المسؤولة كارن ريلي قائلة «هناك شركة واحدة انسحبت من إنتاج هذا الدواء ولكن هناك شركات أخرى لاتزال تنتجه وتسوقه في الولايات المتحدة».
وأضافت «نحن أجزنا استخدام هذا الدواء منذ سنوات ونعتبره دواء آمنا شريطة أن يتبع كل من الطبيب والمريض التحذيرات والمعلومات التي أطلقناها حول الدواء وأعراضه العديدة».
وذكر طبيب الجلد اللبناني جان ملك، وهو بروفيسور في الجامعة الاميركية في بيروت، أن هذا الدواء كجميع الأدوية لديه بعض التأثيرات الجانبية، ولكن هذه التأثيرات لا تتعلق بالحالة النفسية أو العقلية لمستعمله.
وقال: لا يؤثر على الحالة النفسية للشخص الذي يعالج، ولا يؤدي كما أشيع إلى الإحباط أو إلى الانتحار. وكان قد منع منذ سنوات في أميركا وذلك بعدما أعتقد أنه كان السبب وراء إصابة ابنة سيناتور أميركي بالإحباط.
وأوضح أن «الفتاة كانت مصابة بمرض عقلي وكانت تستعمل في الوقت نفسه هذا الدواء لمعالجة حب الشباب. ومن ثم أعيد السماح ببيعه ولا يزال في الاسواق، وأنا شخصياً أوصفه للعديد من المرضى».
من جهة أخرى، أوضحت مريم حداد، وهي لبنانية، كانت تعاني من مشاكل في بشرة الوجه، أنها لجأت إلى طبيب جلد وقد وصف لها هذا الدواء كعلاج.
وقد حذرها الطبيب قبل استعماله من بعض تأثيراته، وطلب منها إجراء فحوصات مخبرية عامة للكبد والدم ونسبة الكوليسترول، ونسبة المياه في الجسم قبل إستعماله للتأكد من إمكانية اللجوء اليه أم لا.
وفي مصر، قال الاستاذ بكلية طب عين شمس د. عمرو مبروك إن الدواء «يؤثر في بعض الحالات على وظائف الكبد ويرفع نسبة الدهون في الدم، ولهذا عندما كان يعطى للمريض كان يطلب منه اختيار مختبر تحاليل طبية ليقوم بعمل تحاليل لوظائف الكبد والدهون شهريا».