البواسير لا تستحي من النساء و(نار) تحت الرجال البواسير من أكثر اضطرابات الشرج شيوعاً في وقتنا الحاضر، وهي مشكلة شائعة خاصة بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 20 إلى 50 سنة، وهي تصيب الرجال والنساء على حد سواء.
ولنتعرف أكثر على أحد أمراض هذا العصر، نبدأ بتعريف البواسير أو الدوالي توجهنا بالسؤال إلى الدكتور جهاد المصري أخصائي جراحة عامة عيادة جهاد الطبية العالمية، الذي عرف البواسير أو الدوالي بأنها تضخم في الأوردة بمنطقة المستقيم، حيث يوجد في المستقيم نوعان: الأوردة الداخلية والخارجية. وقال إن الأوردة الداخلية تبطن الجزء السفلي من المستقيم وتمتد للأعلى أما الخارجية فهي التي توجد تحت الجلد في الشرج، وعندما تتسع هذه الأوردة تتحول إلى بواسير ولهذا تسمى البواسير بالأوردة الدوالية في منطقة المستقيم والشرج، ويمكن أن تتدلى أيضا خارج فتحه الشرج. وأشار الدكتور المصري تشبه إلى حد ما دوالي أوردة الساقين إلا أنها تحدث في قناة الشرج، ويمكن تقسيم البواسير حسب نوع الأوردة المتدلية إلى بواسير داخلية وخارجية.
البواسير الداخلية الأكثر شيوعا وانتشارا، وتتدلى من الداخل (المستقيم)،ويشعر المريض بتدليها كذلك برجوعها، وهي بواسير نازفة.
وتقسم البواسير الداخلية حسب تدليها إلى درجات:
الأولى: وفيها تنزف البواسير ولا تتدلى.
الثانية: تتدلى البواسير وترجع تلقائيا وقد يصاحبها نزيف.
الثالثة: في هذه الدرجة تتدلى البواسير ولا ترجع تلقائياً بل يدوياً، وقد يصاحبها نزيف أيضا.
الرابعة: بواسير متدلية لا ترجع تلقائياً أو يدوياً.
البواسير الخارجية وهي خارج فتحة الشرج، وغالبا لا تنزف بل تتخثر تلقائيا.
وأحيانا تسبب ألماً حاداً، قد يستدعي فتحها جراحيا، وعادة تفتح تلقائياً وتلتئم تلقائياً وتترك ندبة صغيرة، أو تبقى مقفلة وتترك انتفاخا بحجم حبة الحمص، تزيد أو تقل حسب حالة البراز والعوامل الجوية.
الأعراض والمضاعفات
وقال الدكتور المصري إن البواسير الخارجية لا تسبب الألم أو الضيق كثيراً، إلا إذا تكونت جلطة دموية في الوريد وسببت التهابا، أما البواسير الداخلية فهي الأشد حيث أنها قد تنزف وتنزل خارج الشرج وهذا النوع يسبب الكثير من الألم والحكة.
وبين أنه من الأعراض التي يحس بها المريض أيضاً:
نزيف شرجي، وعادة ما يكون العرض الوحيد للمريض، وقد يسبب فقر الدم إذا كان مستمراً، وإفرازات مخاطية، وحكة في منطقة الشرج، وتدلي البواسير (الأوردة) خارج فتحة الشرج، وقد يتحسس المريض خروج الأوردة خاصة عند التبرز.
ورداً على سؤال حول كيفية العلاج ومتى يستدعي الأمر إجراء عملية ؟، قال المصري إنه يوجد عند كل شخص ثلاثة أوردة في منطقة الشرج لتسهيل عملية التغوط وعند كبر حجمها لأسباب متنوعة (مثل الإمساك ـ الإسهال ـ الحمل ـ الوراثة.الخ) فتؤدي لحدوث ما نسميه البواسير.
وأشار إلى أن أبرز الأعراض خروج الدم مع البراز ـ الحكة ـ الحرقة ـ تورم في المنطقة.
وبين أن علاج البواسير يتم عبر العلاج الدوائي أو الجراحي أو غير الجراحي وذلك حسب درجة البواسير ومع تقدم التقنيات العلاجية و بالخبرة المتراكمة على مر 10 سنوات فبإمكاننا القول أن معظم حالات البواسير يمكن علاجها بدون تدخل جراحي باستخدام الليزر والأشعة تحت الحمراء.
ولإيضاح بعض النقاط المهمة كانت الأسئلة التالية مع الدكتور جهاد المصري:
ما هي أبرز أمراض القناة الشرجية ؟ وكيف يتم التعامل معها؟
البواسير النواسير والشقوق الشرجية و كما ذكرنا فإن معظم الحالات يمكن علاجها دوائياً أو باستخدام الليزر أو الأشعة تحت الحمراء.
ما هي العلاجات التي تلجأ ون إليها لعلاج مثل هذه الأمراض؟
الليزر ـ الأشعة تحت الحمراء ـ الأرغون ـ الحلقات الضاغطة.
متى تستدعي حالة المريض التدخل الجراحي ؟
الحالات المتقدمة جدا وغير المستجيبة للطرق السابقة، ونسبة النجاح عالية بإذن الله.
ما هي نسبة تكرار الحالة بعد العلاج أو العملية؟
نادراً ما نحتاج لتكرار العلاج.
هل من خطط أو مشاريع مستقبلية تسعون لتحقيقها في ما بعد؟ وما هي؟
تأسيس مركز متخصص بأمراض الكولون والشرج يقوم بإجراء بحوث و دراسات علمية با لإضافة للخدمات العلاجية.
ومن أهم العوامل والأسباب التي تساعد على ظهور البواسير ما يلي:
1.الإمساك المتكرر والمزمن.
2.الأعمال الشاقة التي تتطلب رفع أشياء ثقيلة.
3.الحمل: بسبب اضطراب نسبة الهرمونات في الجسم فتسبب ضعف الأغشية، وزيادة الضغط داخل الأوعية الدموية وبالتالي تكون البواسير.
4.عدم تناول الغذاء الغني بالألياف وعدم تناول الفواكه والخضراوات بانتظام، وقلة شرب الماء والسوائل بشكل عام.
5.الأعمال التي تعتمد على الجلوس لفترات طويلة: كالجلوس أمام شاشة الكمبيوتر أو القيادة الطويلة.
6.السمنة وقلة الحركة وعدم ممارسة الرياضة، والتي تؤدي إلى كسل في حركة الأمعاء.
7.الأمراض الصدرية المزمنة كالسعال الحاد.
كذلك التدخين الذي يؤدي بلا شك للأمراض الصدرية.
8.ارتفاع ضغط الدم في الأوردة نتيجة الوقوف لفترات طويلة.
9.الاستخدام المفرط للملينات والذي يغير من وظيفة الإخراج الطبيعية.
10.الضغط الشديد بقوة عند التبرز يزيد من إمكانية حدوث البواسير؛ لذلك يجب أن يأخذ الشخص وقته الكافي في الحمام، وأن ينظم عملية البراز بحيث تكون مرة واحدة يومياً على الأقل.
11.الإجهاد أثناء قضاء الحاجة، حيث يفضل استعمال الحمام العربي.
وعقب الإجابة على الأسئلة شدد الدكتور جهاد المصري على تجنب العوامل المساعدة على ظهور هذا المرض: كتجنب الإمساك المزمن، والاهتمام بالتغذية الجيدة، مشيرا إلى أن العلاج الدوائي أو الجراحي يعتمد على نوع ودرجة الإصابة بالبواسير، وبصفة عامة إذا أصيب الشخص بهذا المرض فيجب عليه:
تنظيف منطقة الشرج بالماء والصابون مع التجفيف المستمر للمنطقة، وبشكل يومي.
أما العلاج المستخدم فهو على نوعين: علاج دوائي، وآخر جراحي، وهذا للحالات الصعبة والمتقدمة.
أولاً: العلاج الدوائي
ـ باستخدام بعض المراهم أو التحاميل والمسكنات الموضعية التي تساعد على تخفيف الاحتقان، وعلى تقليص حجم البواسير كما تستخدم بعض الملينات.
ـ يمكن تثبيت البواسير بالحقن، أو التبريد، أو الكي الضوئي، كما يمكن ربط البواسير بشرائط مطاطية ـ لدى المصابين من كبار السن ـ لمنع التهدل في الغشاء المخاطي المتراخي.
ـ التغطيس بالماء الدافئ المملح.
ثانياً: العلاج الجراحي أما إذا لم ينفع العلاج الدوائي فقد يلجأ الطبيب إلى: الحقن الموضعي بمادة خاصة لتقلص حجم البواسير، وفي بعض الحالات الصعبة قد يتطلب الأمر التدخل الجراحي.
وأكد المصري على ضرورة التوجه للطبيب، عند ملاحظتنا لأي عارض، وبدون أي تردد، حتى لا تستفحل الأمور ويتأخر العلاج، وأن ممارسة الرياضة لمرضى البواسير، وخاصة رياضة المشي، إضافة إلى أهمية علاج الإمساك وبسرعة، لأنه أصل المشكلة، والإقلال من تناول لحوم البقر، والحوامض والتوابل الحارة، والاستمرار في دهن فتحة الشرج.