كتب : د.مصطفى الآغا - دبي
بصدور قانون الإعلام المرئي والمطبوع والمسموع والإلكتروني باتت الأمور واضحة جداً... وما كان سابقاً مقبولاً ومبلوعاً (حتى لو بالغصب) بات الآن من الماضي.
ما حدث في سورية من متغيرات لا يمكن لأحد أن ينكرها سوى كل جاهل أو متجاهل أن الحياة في كل مناحيها قد تغيرت وأن الفساد (المسكوت عنه) لن يمر مرور الكرام أو من دون محاسبة لأن الإعلام بات سلطة رابعة حقيقية ولم يعد مجرد بوق لجهة أو شخص أو منظمة أو هيئة.
وما حدث لكرة القدم السورية من خروجها الفضائحي من تصفيات كأس العالم وما نشرته صحيفة «الوطن» السورية من حقائق ومن كتب صادرة عن الفيفا يجب أن يكون بداية «الحركة التصحيحية» تجاه رياضة صحيحة ومعافاة ومن يفكر من المسؤولين كباراً وصغاراً أن الرياضة «مجرد كمالة عدد وأنها في آخر سلم أولويات القيادة» فعليه أن يعيد النظر في هذه النظرة الضيقة القاصرة....
فلو أخذنا الجانب الأمني الذي نريد له أن يعود كما كان لعرفنا أن ما حدث يؤثر سلباً في حراك المشجعين الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و50 سنة ويشكلون نسبة كبيرة من مواطني الدولة وهؤلاء إن لم يجدوا من «يفش خلقهم» فسيفشونه بطرق بالتأكيد لن نرضى عنها ولا نريدها وهذه حقيقة يجب ألا نتعامى عنها....
لماذا نفكر كثيراً وطويلاً والحلول جاهزة بين أيدينا؟ ولماذا نصرّ على أننا غير بقية عباد اللـه في كل بقاع الدنيا؟
لماذا نصرّ على اختراع البارود أو المياه السخنة وهي مخترعة من عشرات السنين إن لم يكن منذ مئات السنين؟
أول ما يجب أن يحدث هو استقالة جماعية لاتحاد الكرة تفرضها عدة أمور أولها أخلاقي وهو أن يتحمل المسؤول نتيجة خطأ هو مسؤول عنه وإلا فلماذا نطلق عليه صفة مسؤول؟ فهل هو مسؤول عن النجاح فقط؟
وثاني الأسباب أن الخطأ كان فادحاً وواضحاً فجورج مراد شارك في تصفيات بطولة أمم أوروبا تحت 21 سنة ولعب 6 مباريات مع منتخب السويد أمام سان مارينو وهنغاريا وبولونيا ولعب مباراتين وديتين مع المنتخب السويدي عام 2005 أمام المكسيك وكوريا الجنوبية ولم نر خطابات الاتحاد السوري مع الاتحاد السويدي ولا حيثيات السماح لهذا اللاعب بالمشاركة ولا الاعتراض المقدم للفيفا ولم يتم التطرق للعقوبة المالية بل تم إلقاء التهم جزافا على فلان وعلان وتسييس القضية واتهام الفيفا بأنه ضد سورية فهل بعد هذه الأسباب يمكن لفرد أو مجموعة أن يتمسكوا بمنصبهم؟
ولو تمسكوا به فهذا يعني واحداً من أمرين فإما أنهم لا يأبهون وهذه مصيبة وإما أنهم فوق المحاسبة (الأخلاقية قبل الإدارية) وهذه مصيبة أكبر لأن سيف التدخل الحكومي الذي يرفعه الفيفا سيبقى سيفا مسلطا على رقاب السوريين ما لم يبادر المخطئون إلى الاعتراف بما فعلوه أو كانوا مسؤولين عنه بشكل أو بآخر....
وبرأيي فقدنا فرصة المشاركة بكأس العالم منذ أول مباراتين وأحلامنا ستبقى مؤجلة حتى عام 2018 فلا داعي ولا طائل من كرة القدم نفسها أساسا إذا كان من يقودون الكرة سيضّحون بمصلحة 23 مليون بني آدم من أجل بقائهم في منصبهم.
[/justify]
[/td][/tr][/table]