لم يقف المواطن الأردني عوني عبد الهادي مكتوف الأيدي وهو يواجه كغيره مشكلة ارتفاع أسعار المحروقات، التي أصبحت لا تتناسب مع دخله الشهري؛ حيث إنه موظف بسيط مكلف بالإنفاق على أسرة مكونة من سبعة أفراد.
فقد اضطره العجز عن توفير الوقود اللازم لتشغيل المدفأة والسيارة التي يستخدمها في نقل أسرته؛ إلى البحث عن حل لهذه المشكلة، حتى توصل إلى ابتكار رخيص، يتمثل في تحويل زيت الطعام إلى مادة بترولية “ديزل” أو ما يعرف بـ”السولار“.
وعن قصة هذا الابتكار: “بعد تفكير عميق صاح عوني فجأة بأعلى صوته، وطلب من زوجته أن تحضر له بابور غاز “موقد” وطنجرة “إناء” الطهي، وكمية من زيت القلي العادم المستهلك، فضحكت الزوجة وهي تناوله ما طلب، وقالت: ماذا ستطبخ لنا اليوم؟ فرد بصوت الواثق بما يقول: “سأحول هذا الزيت العادم إلى “ديزل” وقود للباص، وللمدفأة، وبأقل التكاليف”.
وهزت الزوجة رأسها بالتعجب وهي لا تستبعد نجاحه في ذلك، وخاصة أن زوجها عرفت عنه هواية إجراء التجارب المختبرية، التي اعتاد أن يجريها بأبسط أدوات مطبخ الأسرة المتواضع.
رحلة عوني البحثية
وبالفعل بدأت رحلة عوني البحثية، التي استغرقت أيامًا وشهورًا، وفي كل مرة يحقق تقدمًا مشجعًا، ويستفيد من تجارب من سبقوه في المجال، ويطور أبحاثه العلمية في تحويل الزيوت العادمة المستخدمة في القلي، والمتوفرة في المطاعم الكبيرة بكميات تجارية، إلى مادة بترولية أو ما يعرف بالسولار.
وقد نجح عوني في تجاربه البسيطة، وأخرج من زيت الطهي مادة بترولية نقية تفوق بجودتها مادة الديزل التجارية؛ ليملأ بها مدفأة المنزل وخزان وقود سيارة العائلة.
واليوم يتطلع عوني إلى تطوير منتجه البترولي ليصنع منه كميات تجارية، إذا وجد جهة داعمة لاختراعه، لا سيما أن عددًا من المطاعم الكبرى قد تبرعت له بأطنان من زيت القلي العادمة تشجيعًا له.