لم تكن رؤى تعلم أن تواصلها مع خطيبها المغترب عبر برامج المحادثة والدردشة على الهاتف الجوال سينقطع فجأة وبشكل دائم دون سابق إنذار أو أي حجة واضحة من شركات الاتصال.
فاستخدامها لبرامج(ebuddy أو opera mini أو numbuzz) أمن لها وسيلة اتصال سهلة ورخيصة نسبيا بالمقارنة مع وسائل الاتصال الأخرى، حيث لم يقتصر تواصلها على الزوج المستقبلي فحسب بل امتد ليشمل الأصدقاء والأقرباء من مناطق متعددة.
وبتعابير الضيق والانزعاج التي ظهرت على وجهها أثناء شكواها لسيريانيوز قالت رؤى "استخدم برنامج المحادثة للتواصل مع خطيبي وأصدقائي وزملائي في العمل عند تواجدي خارج المكتب، فهو سهّل عملية التواصل بيننا كثيراً خاصة عند عدم استطاعتي استخدام الهاتف بسبب تواجدي في وسائل النقل أو رصيدي القليل من الوحدات".
وأضافت "منذ حوالي أربعة أيام لاحظت عدم إمكانية الدخول إلى حسابي عن طريق برنامج ebuddy ، وهذا ما أزعجني بشدة، لأنه كان بمثابة طريقة جيدة وغير مكلفة نوعاً ما للتواصل مع الآخرين وتمضية الوقت معهم".
سلسلة الحجب مستمرة
وتتميز برنامج المحادثة بقدرتها على توصيل المستخدمين المتواجدين على الإنترنت مهما كان البرنامج الذي يستخدمونه سواء كان ياهو ماسنجر أو فيسبوك أو إم إس إن ماسنجر أو غوغل توك، بالإضافة إلى مجموعة من البرامج الأخرى.
ولم يكن حال نبيل أفضل من رؤى، حيث اعتبر أن "حجب برامج المحادثة من أكثر الأمور المزعجة التي واجهها بعد سلسلة الحرمان المتبعة بالبلد من حجب مواقع أخرى مثل الفيس بوك أو اليوتيوب، حتى أنه وصل لقناعة تامة أن كل برنامج ترفيهي ويعتبر من متطلبات عصر السرعة أصبح أسير الحجب في البلد".
وتابع نبيل قوله "برامج المحادثة كانت الوسيلة الأسهل والأسرع والأرخص للتواصل رغم كل سلبيات المنتشرة حول ظاهرة الدردشة ولكن لا يمكننا تجاهل إيجابياتها ، فكثيرا من الأحيان أنسق بعض الأمور العملية أو الشخصية من خلال التواصل عبر هذه البرامج".
تسهيلات عربية وحظر محلي
وأكد نبيل أنه "بات يشعر بالحسد مما يراه على القنوات العربية من تسهيل أمور الدردشة وبرامج المحادثة وتنصيبها على الموبايل بأسهل الطرق وبأقل الأسعار"، لافتاً إلى أن "حجب المواقع الاجتماعية لأسباب غير مقنعة وبحجج عقيمة باتت تسخر من عقول الشباب وتحجبهم في الوقت نفسه عما أصبح متعارفا عليه أن العالم أصبح قرية صغيرة".
كما تستخدم هذا البرنامج التي تتوفر لكافة أنواع الهواتف الجوالة وصولا إلى الهواتف الذكية كأداة للمحادثة الفورية وتبادل الملفات وإجراء المكالمات بالاعتماد على الإنترنت حيث تعتمدها شريحة واسعة من مستخدمي الهواتف المحمولة، إلا أنها توقفت عن العمل على شبكتي سيريتل وإم تي إن العاملتين في سوريا.
الوصول ما زال ممكناً
من جهته، أشار وائل إلى أن حجب شركات الاتصال لأي موقع لن يؤثر عليه لا من قريب ولا من بعيد كونه سيلجأ إلى الدخول عبر كودات البروكسي التي تكسر الحجب، وقال "كثير من الأشخاص لا يرغبون بالتقيد أثناء الدردشة مع الآخرين عبر شاشات الكومبيوتر خصوصاً في الأماكن التي لا تتوفر فيها مقاهي الانترنيت"، منوهاً إلى أن "أي حجة ستقدمها شركات الاتصال تعتبر حجة واهية لا مبرر لها".
وأضاف وائل أنه "ضد حجب المواقع الاجتماعية كونها وسيلة طبيعية للتوصل، كما أنها أصبحت نوعا ما جزءا من ثقافة الشارع، عدا عن أنها وسيلة تواصل على الانترنت للأشخاص الذين لا يمتلكون حواسب".
وحاولت سيريانيوز الوقوف على أسباب الحجب أو المنع عبر الاتصال بشركات الاتصال وبعد أخذ وجذب توحدت الأجوبة عند كافة الشركات وهو الصمت وعدم إعطاء أي معلومة تكشف أسباب المنع أو دوافعه أو النوايا المخفية خلف هذا الحجب.
وإلى أن تظهر نوايا شركات الاتصال حول الحظر، ربما سيتعين على رؤى التواصل مع من تحب عن طريق الاتصال الشخصي حصرا أو التسمر أمام شاشة الكومبيوتر ونسيان تلك الفسحات الزمنية التي كانت تستغلها للتواصل مع من تحب.
سيريانيوز