أعلنت وزارة الصحة عن وفاة أربعة سوريين جراء إصابتهم بفيروس H1N1 المسبب لانفلونزا الخنازير في فصل الشتاء الحالي، مبينة أن المرض قد استوطن في سورية، وأصبح ضمن قائمة أمراض الانفلونزا العادية.
وقالت مديرة الأمراض السارية والمزمنة الدكتورة هالة الخاير لسيريانيوز إن " عدد الوفيات في سورية وصل إلى أربعة أشخاص ممن دخلوا المشافي", لافتة إلى أن "وزارة الصحة لم تعد تسجل الإصابات بهذا المرض إذ أن انفلونزا الخنازير لم يعد تصنف كوباء بل انفلونزا موسمية".
وسجلت سورية منذ إعلانها عن اكتشاف أول إصابة بفيروس بأنفلونزا الخنازير في تموز 2009 عام نحو 150 حالة وفاة وأكثر من 100 ألف إصابة بالفيروس إلا أن وزارة الصحة ذكرت أن الأرقام قد تكون أكبر من ذلك بكثير لوجود حالات غير مسجلة لديها.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]بدوره، قال مدير الأمراض المشتركة بوزارة الصحة الدكتورهيثم حنبلي لسيريانيوز إن "مرض انفلونزا الخنازير من تعريفه مرض سريع الانتشار قليل الإماتة", لافتاً إلى أن "نسبة انتشاره بحسب منظمة الصحة العالمية وصلت إلى 95%، بينما نسبة الوفيات جراء المرض 0.6 % عالمياً، فهو مرض ضعيف إذا ما قورن بانفلونزا الطيور الذي بلغت نسبة الموت فيه 60%". وكانت منظمة الصحة العالمية أعلنت أن 18450 شخصاً في العالم توفوا بسبب هذا الفيروس من بينهم حوامل وشبان كثيرون.
وعن الضجة الإعلامية التي سببها المرض وتخوف الناس منه, أوضح حنبلي إن "الخوف من المرض كان بسبب حداثته، ولم تكن نسبة استجابة الناس له معروفة، ولكنه الآن أصبح مرضاً مستوطناً بعد أن كان مستجداً", مشيراً إلى أن "انفلونزا الخنازير مرض أقل خطورة من الانفلونزا العادية، ونسبة الوفيات جراء الإصابة بالانفلونزا العادية أعلى من انفلونزا الخنازير إذ تصل إلى 500 شخص في العام".
وانفلونزا الخنازير نوع من أنواع الانفلونزا أصابها تغييرات جينية في الحمض النووي الداخلي لها أدى لتغيير فاعليتها.
ولفت حنبلي إلى أن "أكثر الفئات تعرضاً للمرض هم الأشخاص تحت الخطر كالأطفال دون الخمس سنوات، ومن تجاوز الستين من عمره والمصاب بأمراض مزمنة كالسكري والتهاب الكبد وغيرها، فضلاً عن الحوامل اللواتي تقل مناعتهن".
وبين حنبلي أن "أي مرض جديد إما أن ينتهي وإما أن يستوطن، وقد أعلنت منظمة الصحة العالمية منذ فترة انتهاء المرض لكنه عاد وظهر بأمريكا الجنوبية وبريطانيا، هذا ما يكشف أن المرض استوطن، وباعتقادي سبب عودته الصقيع الذي أصاب العالم".
وللوقاية من المرض, نصح حنبلي "بضرورة تحسين الغذاء والابتعاد عن الأماكن المزدحمة المغلقة والتهوية المستمرة للأماكن التي تعتمد على التدفئة المركزية كون الفيروس ينتقل عن طريق مجاري التهوية، وعدم زيارة أي مريض مصاب بأي نوع من أنواع الانفلونزا" لافتاً إلى "ضرورة التخفيف من عدد الطلاب في الصف الواحد، والاهتمام بالنظافة وتهوية غرفهم بشكل متكرر".
و كان أول ظهور لفيروس H1N1 عالمياً في المكسيك في آذار 2009 ومن ثم في الولايات المتحدة، قبل أن يتفشى على نطاق واسع إلى مختلف دول العالم، وتبع ذلك إعلان منظمة الصحة العالمية اعتبار الفيروس وباءً منتشراً عالمياً قبل أن تخفف من درجات الخطورة وتصنفه كأنفلونزا موسمية.
سيريانيوز