عملية الياسمينة الزرقاء للاطلسي وإعتقال ثلاثين جاسوسا لاميركا في ايران وسبعين في سورية
كتبت فيلكا اسرائيلية
اعلنت ايران عن اعتقال ثلاثين جاسوسا لاميركا من الايرانيين ومن كبار القوم في الجامعات وفي الجيش وتقول معلومات وصلت لفيلكا اسرائيل ان الايرانيين حصلوا على المعلومات التي ادت لتوقيف الجواسيس من المخابرات السورية وتحديدا من المخابرات المدنية المسماة امن دولة التي اخترقت عملية للاطلسي في سورية بحسب كاتب سورية مقيم في شيكاغو وجاء في المقال الذي نشره متي موسى تويا على موقعه ما يلي :
كتب البروفيسور متي موسى تويا – شيكاغو.
افصح عضو الكونغرس الاميركي جيمس واكسمان عما يمكن القول بانه السبب الحقيقي الذي دفع اوروبا لمعاقبة مسؤولين امنيين سوريين لاسباب اطلسية امنية تحديدا، فقد اسر واكسمان لصحافيين من اصدقائه – فقال (عمل كاتب السطور مستشارا لاحدى اللجان الفرعية في الكونغرس بين عامي 2001 و- 2003 ) بـ" ان على سورية ان تدفع ثمن تجرؤها على جهود الاطلسي واسرائيل في محاربة الارهاب " !!
فما هي قصة الجرأة السورية على الاطلسي وعلى اسرائيل؟
وما علاقة إقامة شبكات للتجسس في سورية تعمل لصالح الاطلسي بالموساد وما علاقتها بمحاربة الارهاب اصلا ؟؟
وهل تفجير فندق في عمان – الاردن يخدم قضية محاربة الارهاب وهي القضية التي كشفها اللواء علي المملوك من خلال تكليفه الضابط حافظ مخلوف بمتابعة خيوط امنية اوصلت في النهاية الى كشف وجود خلية للقاعدة فرت من الاردن الى سورية وكانت المفاجأة ان رأس الخلية متربط بالسي آي ايه ؟؟ !!
أسئلة محيرة اجاب عنها خبير في الشؤون الاستخبارية ممن عملوا في الشرق الاوسط وفي سورية تحديدا لسنوات، وهو يعرف الكثير من خفايا الامور بحكم مواقعه السابقة التي لا تزال تتيح له الاطلاع على الملفات الاكثر سرية في عالم الامن والسياسة الاميركية والاوروبية والعربية .
الخبير الامني الاميركي زعم في حديث خاص بان ما حصل من اقرار اوروبي لعقوبات على مسؤولين امنيين سوريين بحجة ممارستهم للقمع ضد المتظاهرين ليس سوى الشماعة التي اراد الاوروبيون من خلالها التغطية على تلقيهم لضربة امنية قاصمة وجهها اليهم كل من الجنرال علي المملوك والكولونيل حافظ مخلوف . فماذا في التفاصيل ؟
عملية " الياسمينة الزرقاء "
يروي الخبير الامني الاميركي (المنتمي الآن الى من يعرفون في اميركا " بالارابيسك " الخبراء بالشؤون العربية )
يروي قصة عملية " الياسمينة الزرقاء " والتي شاركت فيها كل اجهزة استخبارات دول الحلف الأطلسي، والتي استهدفت التأثير على القرار السياسي في سورية عبر اختراق اجهزة الدولة المدنية والعسكرية، وعبر العمل امنيا على ايصال شخصيات موالية للغرب الى مواقع سلطوية تتمكن من خلالها مخابرات الاطلسي من السيطرة على مقاليد الامور في سورية حين تحين اللحظة المناسبة - أي إنهيار النظام - وقد استمرت تلك العملية منذ نهاية العام 1999 إلى الاول من نيسان الماضي حيث إختفى سبعة عشر شخصا - مفتاحا امنيا - ممن يسمون في عالم المخابرات بـ" ضباط الميدان " او الـ"محركين الامنيين" وهؤلاء يرتبطون عادة بضباط المحطات المخابراتية المقيمين في دمشق تحت غطاء العمل في السفارات الاوروبية .
واما المفتاح الامني الثامن عشر فهو الوحيد الذي نجا من الاعتقال على ما يبدو لسبب بسيط وهو لأن اقامته في دبي وليست في دمشق. وتلك الشخصية الاساسية في العملية المسماة " الياسمينة الزرقاء " يدعى ايمن عبد النور، وهو مهندس مدني سوري عملت الاستخبارات الاسرائيلية على استقطابه في العام 2005، ولكنها وجدت ان الاميركيين قد سبقوها اليه فتشارك الاسرائيليون واستخبارات الولايات المتحدة في استثمار الرجل إلى حين ضمه عمليا الى العملية الكبيرة لاستخبارات الاطلسي في سورية وهي عملية كانت اسرائيل عبر الموساد شريكا اساسيا فيها .
الخبير الامني الاميركي يضيف فيقول :
بعد فقدان الاتصال بالمفاتيح الامنيين السبعة عشر قرر الاوروبيون تجميد العملية عبر اصدار امر الى الخلايا الامنية المنتشرة في سورية لترك البلد والهرب ، لكن الاوامر التي وجهها الاطلسي جرى الرد عليها من اجهزة اتصال متطورة كان يملكها العملاء السوريون لمخابرات الاطلسي بكلمات قليلة : " العملية انتهت مع تحيات المخابرات العامة السورية ".
كانت تلك الشبكات بمعظمها قد اصبحت في السجن وهي التي جرى بنائها منذ العام 1999 ثم جرى تفعيلها بشكل كبير في العام 2005 بعد انضمام ايمن عبد النور الى تلك العملية كمنسق رئيسي بين مخابرات الاطلسي وبين عملاء سوريين من مستوى رفيع
نجح ايمن عبد النور في تجنيدهم بما يملكه من مواصفات شخصية، فهو صاحب سيرة حسنة، وبعثي عامل ونشيط عمل في صفوف حزب البعث الحاكم في سورية منذ العام 1989 حين كان طالبا في الجامعة – كلية الهندسة في دمشق (وقد عمل بجد على حضور كل اجتماعات خليته الحزبية العاملة في منطقة دمشق الثانية في الفرقة الحزبية في منطقة القصاع المسيحية في وسط العاصمة السورية )، وقد تحول الرجل بدعم من السفارات الغربية في دمشق إلى موظف مرموق في منظمة الصحة العالمية – مكتب دمشق، وكان لأربع سنوات متتالية عضوا معينا لا منتخبا في بلدية العاصمة السورية، وكان لفترة مقربا من ضابط امن رئيسي في سورية ومن ثم اعتقد مرتاحا انه فوق الشكوك بينما كانت الاستخبارات السورية واللواء علي المملوك تحديدا يتلاعب به كمن يتلاعب بكرة قدم .
وكان المدعو ايمن عبد النور قد تحول مع الوقت وبدعم غربي دوما إلى " خبير اقتصادي" مع انه حاصل على اجازة في الهندسة المدنية، إلا انه للتغطية على مهنته الجديدة حصل على ديبلوم في اختصاص مختلف، واخذ يستعين بخبراته
(المزعومة لأغراض امنية ) الاتحاد الاوروبي ، وبعد دخوله المجال الاعلامي الجديد (الألكتروني ) تلقى ايمن عبد النور دورات عالية في العمل الامني والتجنيد وجمع المعلومات وقيادة العمليات الامنية ميدانيا في دمشق وفي القاهرة وفي لندن وفي لشبونة وباريس.
( وصل مدربيه مع وفد حواري اميركي زار دمشق في اعوام 2003 و2004 من ضمن وفد ترأسه النائب الاميركي كريستوفر كوكس كما تلقى ايمن عبد النور تدريبات استخبارية على القيادة والتحشيد في القاهرة في شقة تملكها السي أي ايه، هناك وكانت حجة سفره إلى هناك العام 2007 هي تدريب صحافيين سوريين على تغطية الانتخابات الرئاسية وفي لندن ايضا تلقى الرجل دورات شديدة التعقيد ولا تقدمها المخابرات الاميركية إلا للعمداء والجنرالات ).
وفي باريس وفي برشلونة تلقى الرجل تدريبات على يد خبراء الاطلسي الامنيين تمكنه في من قيادة غرفة عمليات سياسية – امنية حيث كان من المفترض ان ينسق ايمن عبد النور لعملية الانقلاب على بشار الاسد من خلال مشاركته في حكومة انقاذ وطني تحل مكان حكومة حزب البعث بصفته نائبا لرئيس الوزراء وزيرا للنفط (وقد كان ينسق منذ سنوات مع كل من مقربين من خدام ورفعت الأسد).
وقد زاد من اهمية ايمن عبد النور الامنية الرعاية التي أولاه اياها محمد بن زايد نائب حاكم ابو ظبي وهي جعلت من ايمن عبد النور مفتاحا ماليا للدخول في عالم المعارضة السورية السري في الداخل، حيث تولى عبد النور منذ اعوام تمويل المئات من الموظفين السوريين في التلفزيون وفي جسم الصحافة السوري بحجة مراسلة موقعه الالكتروني.
ولأيمن عبد النور ايضا عملاء في الوزارات الاساسية يعملون معه بحجة انه يبحث عن مواطن الفساد في الدولة السورية ليفضحه وهو كان يزعم بأنه يريد منهم تقديم مستندات ينشرها شرط ان يحصلوا على وثائق اصلية من وزاراتهم.
.
هل ايمن عبد النور عميل للأطلسي وللأسرائيلين وللأميركيين مجتمعين ؟
يقول الخبير الأمني الاميركي :
هو عميل للأميركيين ويعمل مع الاسرائيليين ومع الاطلسي بموافقة الاميركيين .
وما هي علاقة ايمن عبد النور بالعقوبات على المسؤولين السوريين ؟
يجيب الخبير الامني الاميركي:
ايمن عبد النور بحسب الخبراء الاميركيين والاوروبيين في تحليل المعطيات الامنية هو الحلقة التي دخل من خلالها اللواء علي المملوك الى عملية " الياسمينة الزرقاء " ، وقد تمكن الجنرال المملوك من خلال مراقبة حركة اتصالات ومتابعة عملاء ايمن عبد النور في سورية – على مدار سنوات طويلة قد تصل إلى الستة – تمكن من معرفة واكتشاف واعتقال عدد كبير من الخلايا المخابراتية التابعة للاطلسي ولاسرائيل في سورية، وقد بلغ عدد المعتقلين العشرات - منهم خمسة وعشرين عميلا للموساد فقط - وقد نفذ اجزاء هامة من العملية الامنية المضادة لعملية " الياسمينة الزرقاء " العقيد السوري " حافظ مخلوف " احد اكثر الضباط الامنيين العاملين في جهاز المخابرات العامة ( الذي يترأسه علي المملوك) فاعلية وحرفية، والالمان يشبهون دقة حافظ مخلوف الامنية بدقة الساعة السويسرية، فهو وفور تسلمه لمهام متابعة عملية الياسمينة الزرقاء من اللواء المملوك في بداية العام 2006 (اي بعد سنوات من اختراق اللواء علي المملوك لتلك العملية في بعض مفاصلها ) وضع مخلوف خارطة طريق للمشتبه بهم في التعامل مع مخابرات الاطلسي والموساد، وعند بدء التحركات الشعبية الاخيرة في سورية بدأت عملية سورية مضادة انتهت باعتقال كل اعضاء شبكة خلايا الاطلسي المتعاونة مع الموساد وانهارت عملية " الياسمينة الزرقاء " بالكامل، ولم يهرب من الجواسيس السوريين المتورطين فيها الا ثلاثة وصلوا الى لبنان ورابعهم ايمن عبد النور المقيم في دبي .
أيمن المتذاكي كان قد جرى اختراقه على يد رجال علي المملوك حيث دس له اللواء الدمشقي الاصل عددا من العملاء المزدوجين وكانت قمة الحرفية السورية في عالم الاستخبارات قيام اللواء علي المملوك بعملية تمويه ادت إلى اقتناع الاطلسي بان ايمن عبد النور لم يفقد سرية عمله معهم حتى بعد هربه من سورية الى دبي .
ما هي اهداف عملية " الياسمينة الزرقاء " ؟
يجيب الخبير الامني الاميركي :
قلب نظام الحكم وضمان توجيه الاوضاع في سورية في وقت الاضطرابات إلى وضع يكون البديل فيه عن بشار الاسد جاهزا من داخل المجتمع السوري المقبول اوروبيا وغربيا، بحيث تتولى تلك العملية ضمان انتقال السلطة إلى حلفاء للغرب لا إلى معادين له، اشخاص لهم علاقة من نوع ما بالسلطة البعثية السابقة ولهم ايضا علاقة قوية جدا ووثيقة بالأوروبيين ان لم يكن بالأميركيين مباشرة .
كما ان الجواسيس الغربيين العاملين في اطار عملية " الياسمينة الزرقاء " من امثال ايمن عبد النور عملوا على قيادة عملية من داخل سورية ومن خارجها للتشهير بالرئيس بشار الاسد وبعائلته.
ومن العمليات التي قادها افراد عملوا في عملية " الياسمينة الزرقاء " تحت قيادة المخابرات التابعة للحلف الاطلسي التحريض جماهيريا على الاسد لإفقاده شعبيته بين السوريين الذين يفرقون في العادة بين كراهيتهم للنظام البعثي وبين احترامهم وحب الكثيرين منهم للرئيس السوري بشار الاسد الذي كان الاطلسيون يعرفون بانه يتمتع بشعبية لا يمكن اسقاطها الا بتناول المقربين منه بأقاويل اعلامية .
لذا جرى تكليف عدد من الشخصيات العميلة للأطلسي في سورية وخارجها من العاملين في الاعلام ، فعمل هؤلاء على إطلاق اوسع عملية تشويه اعلامي لكل من شقيق الرئيس الجنرال ماهر الأسد (وهو ما تكشفه التقارير الاعلامية التي بثتها وكالات الانباء الغربية وخاصة " رويترز" و" فرانس برس" و" يو بي آي" من الاردن وبيروت ، بزعم انها من دمشق، والتي شددت على ان كل عمليات القمع يقودها كل من " الجنرال ماهر الاسد " وقريبه الكولونيل حافظ مخلوف ) .
ومن المستهدفين بعمليات امنية اعلامية مماثلة لتلك التي استهدفت " ماهر الاسد " و" حافظ مخلوف " ،كما إن المشاركون في عملية
" الياسمينة الزرقاء " وعلى رأسهم ايمن عبد النور قاموا ايضا بنشر العشرات من التقارير المكتوبة والمصورة تناولت مهندس مدني آخر هو رامي مخلوف .
الوسائل الاعلامية الغربية والعربية الحليفة للاميركيين تمكنت من الضرب على وتر اقارب الرئيس السوري بهدف وحيد هو تخفيض شعبية الرئيس بشار الاسد الى الحد الادنى في اوساط المواطنين، فالاقرار شعبيا بان مخلوف فاسد وبأن الجنرال ماهر الاسد قمعي وبأن الكولونيل حافظ مخلوف يضطهد المساجين ونشر قصص وهمية عن عمليات تعذيب يقوم بها الجنرال مملوك وهو امر يتولاه بصورة دورية كثير من الاعلاميين العملاء لاسرائيل (ومن بينهم المعتوه عقليا وصاحب المخيلة الواسعة نزار نيوف الذي يخترع في كل يوم قصة عن اللواء مملوك بهدف تشويه سمعته) كل تلك الادعاءات كان هدفها النيل من شعبية الرئيس بشار الاسد شخصيا.
وليس التعرض لأقارب الرئيس السوري(شقيقه وابناء خاله) ومساعديه الاقرب ( الجنرال مملوك) إلا وسيلة لخفض شعبية الرئيس الاسد .
وعن سبب طول المدة التي استغرقتها عملية " الياسمينة الزرقاء " يقول الخبير الامني الاميركي :
إنها عملية استراتيجية تشبه عملية اسقاط الاتحاد السوفياتي وتفتيته. فبناء شبكات ذات قدرة عالية وكفاءة سياسية كبيرة يلزمها الكثير من الوقت. فعلى سبيل المثال، إن اختيار المميزين من الاشخاص للعمل في هكذا عمليات ينبغي ان يكون عالي الدقة لكي نضمن قدرة الجاسوس على الترقي الوظيفي والاجتماعي والسياسي ( يلتسين تم تجنيده حين كان مسؤول مدينة في الحزب الشيوعي وقد وصل بقدراته الذاتية إلى منصب امين عام الحزب الشيوعي الروسي ما مكن الاميركيين من استخدامه لفرط الاتحاد السوفياتي وقد استغرقت العملية منذ تجنيده في الستينيات الى وصوله في الثمانينات الى تلك المناصب العليا حوالي الخمسة وعشرين عاما ) .
ويضيف المصدر الاميركي الموثوق :
على سبيل المثال نموذج ايمن عبد النور هو درس لمثل هذه العمليات المعقدة، فالرجل يملك مواصفات قيادية يخفيها خلف تهذيب شديد وشخصية محببة وخلوقة ولكنه من الناحية الامنية رجل مهمات صعبة، حتى إن خدمته العسكرية الالزامية كانت في صفوف المخابرات العامة السورية، وهو ما لا يعرفه كثيرون ، واختيار الاميركيين المخابراتي لأيمن عبد النور، كقيادي في عملية كانت جارية اصلا، يعني بان مميزاته الشخصية كبيرة جدا، وهذا لا يعني بان ترقيه إجتماعيا كان صدفة، فعمله مع الاتحاد الاوروبي، والاضواء الاعلامية التي تسلطت عليه في الفضائيات، خاصة العربية الموالية للغرب، كلها امور جرى ترتيبها بعناية لرفع المستوى الاجتماعي والسياسي والاعلامي له بغرض تعظيم الاستفادة الامنية المخابراتية منه .
إذا لا سبب للعقوبات الاوروبية على المسؤولين السوريين اعظم من السبب الامني فتخيلوا حجم الاحراج الاوروبي – الاميركي لو اخرج السوريون اعترافات بعض قادة عملية الياسمينة الزرقاء الى الاعلام الدولي ؟؟ اما الآن وبعد فرض العقوبات فيمكن حاليا برأي الاوروبيين مفاوضة السوريين على حل :
إدفنوا خبر العملية ننجيكم من المحكمة الجنائية الدولية