علن التلفزيون التونسي اعتقال 33 من عائلة الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي وهم يحاولون مغادرة البلاد.
وتعهد الرئيس الانتقالي فؤاد المبزع، في كلمة بثها التلفزيون، بقطيعة كاملة مع الماضي وبنظام قضائي مستقل وحرية للاعلام.
وفي تطور اخر قالت الحكومة الجديدة انها افرجت عن كل السجناء السياسيين، في خطوة جاءت بعد اسابيع من الاحتجاجات والمظاهرات التي عمت البلاد.
يذكر ان اكثر من 100 شخص قتلوا في تلك الاحتجاجات، وتقول الامم المتحدة انها ستجري تحقيقا في الاحداث.
وخرج مئات المحتجين الى الشوارع في العاصمة تونس مجددا مطالبين حلفاء الرئيس المخلوع بعدم البقاء في السلطة.
ورفع المتظاهرون لافتات ورددوا هتافات تطالب بقطع اي صلة مع النظام السابق.
ويقول مراسل بي بي سي في تونس واير ديفيز ان شرطة مكافحة الشغب لم تستخدم الغاز المسيل للدموع ولا خراطيم المياه لتفريق المتظاهرين.
ويضيف المراسل انه رغم ان الاوضاع متوترة الا ان ساعات حظر التجول خفضت وتزداد حركة السيارات في الشوارع وبدأت تظهر الرسوم الكاريكاتورية في الصحف واعادت بعض المحال والاعمال فتح ابوابها.
واعلن المبزع يوم الاربعاء: "اؤكد ان الحكومة الانتقالية ستضمن قطيعة كاملة مع الماضي. ويمكننا ان نفتح معا صفحة جديدة في تاريخ بلدنا".
وفي اول خطاب للامة منذ فرار بن علي الى السعودية، شكر المبزع الجيش التونسي لمساعدته في الحفاظ على الامن وقال ان الوضع يعود الى طبيعته.
وقال: "لقد اكتشفنا هؤلاء المسؤولين عن عمليات الارهاب في بلدنا والقينا القبض على تلك العصابات المسلحة".
واضاف ان الالولوية للحكومة الجديدة هي اصدار عفو عن كل السجناء السياسيين.
ونقلت وكالات الانباء عن نجيب الشابي، زعيم المعارضة والوزير في الحكومة الجديدة، ومصطفى بن جعفر، احد الوزراء الجدد الذين تركوا حكومة الوحدة الوطنية، قولهما ان السجناء السياسيين افرج عنهم الاربعاء.
ومن بين السجناء المفرج عنهم اعضاء حركة اسلامية محظورة.
ومع استمرار التوتر السياسي اجلت حكومة الوحدة الوطنية اول اجتماع لها.
ويبحث وزراء الحكومة الانتقالية الان كيفية حل الخلافات العميقة حول بقاء اعضاء الحكومة السابقة في مناصب رئيسية في الحكومة.
وقال الشابي في مقابلة مع برنامج "هارد توك" على تلفزيون بي بي سي انه سيستقيل من الحكومة اذا لم تجرى انتخابات حرة في غضون سبعة اشهر.
واضاف: "سيتسقيل كل من انضموا الى حكومة الوحدة الوطنية اذا لم تكن الانتخابات حرة ونزيهة واذا لم تنفذ الاجراءات التي قررناها".
وكان زين العابدين بن علي فر الى السعودية يوم الجمعة في اعقاب احتجاجات عنيفة في ارجاء تونس بسبب البطالة والفقر والفساد.
واستقال اربعة من المعارضين من حكومة الوحدة الوطنية بعد يوم من تشكيلها احتجاجا على عدد الوزراء من النظام القديم الذين ضمتهم الحكومة.
وفي جنيف، اعلنت وزيرة الخارجية السويسرية ميشلين كالمي-ري عن قرار بتجميد كل اموال بن علي في سويسرا.
وقالت ان ذلك الاجراء يهدف الى ضمان عدم سحب تلك الاموال وكي تتمكن الحكومة التونسية الجديدة من استعادة اي اموال جرى الحصول عليها بشكل غير قانوني.
وقال بيان وزارة الخارجية السويسرية ان الاجراء يشمل ايضا اي اصول تخص "حاشية" بين علي.
كما اعلنت مديرية الجمارك الفرنسية مساء الاربعاء انه تم حجز معدات لحفظ النظام كانت حكومة الرئيس التونسي المخلوع طلبتها من شركة فرنسية الجمعة في مطار رواسي، في وقت كان زين العابدين بن علي فارا من بلاده.
واوضحت الجمارك لوكالة فرانس برس انه تم حجز تلك المعدات اثر عملية كشف "اعتيادية"، وتضم بدلات عسكرية واجهزة حماية ودروعا وقاذفات قنابل وقنابل
مسيلة للدموع وقنابل صوتية وقنابل ضوئية.
وقرر عناصر الجمارك في المطار الباريسي مساء الجمعة الكشف عن شحنة الطائرة اثر "عملية استهداف" جرت بسبب "طبيعة" المعدات المدرجة على بيان التصدير و"حساسية" الدولة الموجهة اليها، وفق ما اوضحت الجمارك.
وعلى صعيد اخر، ربط الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى بين الانتفاضة في تونس وتدهور الاوضاع الاقتصادية في انحاء العالم العربي.
وقال موسى في افتتاح القمة الاقتصادية العربية في شرم الشيخ ان "الروح العربية كسرها الفقر والبطالة والركود الاقتصادي".
ومن جهة أخرى، أعلن فيليب كرولي المتحدث باسم الخارجية الامريكية أنه يتوجب على الحكومة التونسية ان تنظم المرحلة الانتقالية نحو الديمقراطية.
وفي تطور جديد، تعهد وزير تونسي، كان من أحد قادة المعارضة في النظام المخلوع، بالاستقالة من الحكومة إذا لم تنظم انتخابات حرة ونزيهة خلال الاشهر المقبلة.
وقال أحمد نجيب الشابي وزير التنمية الجهوية والمحلية لبي بي سي "بالتأكيد سوف أستقيل في حال بدأت أشك بعدم اجراء انتخابات حرة ونزيهة خلال ستة أو سبعة شهور".
كما أكد وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل أن السعودية تستضيف بن علي احتراما للأعراف العربية, لكن بشرط عدم ممارسته أي نشاط في تونس انطلاقا من المملكة