الأخبار: سوريا قامت بواجبها تجاه الحريري الذي تجاهل مطالب السوريين[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] نقلت صحيفة "الأخبار" عن زوار دمشق ان القيادة السورية واحتراما للمؤسسات رسمت قواعد أساسية تحكم أداءها في العلاقة بين لبنان وسوريا وكيفية إدارة المصالح المشتركة بين البلدين، وإنها لا تريد أبداً العودة بالتاريخ إلى العهد السابق، رافضة اعتبار العلاقة مع لبنان ملفاً. ولجمت نسبياً دور الضباط السوريين الذين لديهم صداقات ومصالح في لبنان. لكن الدولة اللبنانية، "المشغولة في معظمها بمحاصرة حزب الله في عز التهديدات الإسرائيلية للبنان وسوريا" - على حد تعبير مصدر - لم تحدد أيّة رؤية رسمية جدية تتجاوز ما يتخيله النائبان السابقان فارس سعيد وسمير فرنجية على هذا الصعيد.
وبينما يقوم السفير السوري في لبنان، علي عبد الكريم، بجهد جبار من دون أن تسجل المؤسسات اللبنانية أي مأخذ عليه، فإنه يسمع-في المقابل-في دمشق انتقادات قاسية للسفير اللبناني لدى دمشق، ميشال خوري، على خلفيات عدّة، منها ما هو سياسي ومنها ما هو اجتماعي. علماً بأن وزارة الخارجية اللبنانية وجهت تنبيهات شفوية عدّة إلى خوري تدعوه إلى الالتزام بالقوانين، وخصوصاً لناحية إبلاغ الوزارة بلقاءاته مع المسؤولين السوريين.
وشرح أحد المسؤولين السوريين ، أن القيادة السورية لم تتعامل مع الحريري وفق مبدأ واحدة بواحدة، فقامت بواجبها . لكن، في المقابل، تجاهل الحريري بالكامل مطلب السوريين ببناء الثقة، أو اعتقد أن كثافة الاتصالات الهاتفية وبعض التصريحات الصحافية الإيجابية (بموازاة أخرى سلبية) تكفي لبناء الثقة المفقودة.
وفي رأي أحد المقربين من القيادة السورية، فإن لبناء الثقة خريطة طريق واضحة، اولها لجم كل الإعلام الممول من آل الحريري، الذي لا تشغله كوارث طبيعية ولا حروب دولية عن اصطياد الفرص لانتقاد سوريا بسلبية كبيرة، ثم توحيد لغة النواب الحاليين والسابقين في المستقبل وعدم ترداد خطابين سياسيين، واحد علني يؤيد الانفتاح على سوريا، والثاني داخلي يستمر بالتعبئة ضدها، وخصوصاً أن عيون سوريا وآذانها، سواء أكان في أحياء بيروت وصيدا وطرابلس أم في بلدات المنية والضنية وعكار ترصد جيداً، اضافة الى تجاوز مبدأ الهرب الحريريّ إلى الأمام. ويتوقف السوريون هنا عند مجموعة مناسبات، منها خطابه في 14 شباط واضطراره إلى السفر ليتغيب عن اجتماع البريستول في 14 آذار، بالإضافة إلى تبنيه الواضح لفريق "القوات اللبنانية" بقيادة سمير جعجع.
على الهامش مما سبق، يروي المقرب نفسه، كما تنقل "الأخبار"، أن كثيرين يرون أن تواضع الرئيس الأسد فرصة للتشاطر عليه، لكن الأسد يراقب جيداً، يستمع أكثر مما يتكلم، يترك لمحاوره قول ما يشاء ثم يحاسبه على كلامه.
وبالنسبة إلى المصدر، فإن لبنان مدرسة في كل شيء، معدداً مجموعة دروس تعلمها السوريون من لبنان، من أهمها اكتشاف الوصوليين والانتهازيين. ليؤكد أن في سوريا الرسمية اليوم عودة اهتمام بالأوضاع السياسيّة للبنانيين، مكاتب بعض الضباط السوريين تغص بالقائلين بخجل: "فاجأناكم مووو"، بعض وزراء 14 آذار الذين نادراً ما يجيبون على هواتفهم يسارعون بالرد إذا كان الرقم المتصل سورياً.