[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]شادي يتحدث لمراسل الانباء
لا حياة مع اليأس ولا يأس مع الحياة كان هذا شعاره فهو مؤمن بالله عز
وجل وبقدرته ومؤمن بأن الموت هو مصير البشرية ومصير ايضا كل كائن حي إلا ان
التطور الطبي والعلمي أعطى الأمل له وللعديد من المرضى الذين يعانون
أمراضا مستعصية من خلال وهب الأعضاء الجسدية من إنسان لآخر، شادي الدنف
والذي يعمل حاليا ضابط أمن بنك الكويت الوطني بمنطقة بوحمدون. التقيته صدفة
خلال زيارتي الأخيرة للبنان الشقيقة يحمل قلبا جديدا لامرأة لبنانية توفيت
سريريا،
الدنف روى قصة معاناته مع مرض القلب فكان هذا الحوار السريع.
متى بدأت معاناتك مع مرض القلب؟
٭ بدأت معاناتي في العام 2003 حيث كانت البداية مع انفلونزا عادية
استمرت معي طويلا فكان تأثيرا كبيرها على عضلة القلب وبعدها تعرضت لعدة
أزمات قلبية وتمت معالجتي في مستشفيات عدة في لبنان تمت خلالها زراعة
بطارية لمساعدة عضلة القلب التي أصبحت تعمل بنسبة 60% وبعد فترة تم
استبدالها ببطارية أخرى وكانت العضلة تعمل أقل من 50%.
هل تحسنت حالتك بعد زراعة البطارية؟
٭ نعم تحسنت قليلا لفترة لكنني لم أكن استطع أن أزاول حياتي الطبيعية
مثل اي شخص عادي خاصة ان عمري وقتها (35 عاما) فلقد كانت لدي الكثير من
الهوايات منعني الأطباء من مزاولتها ولكنهم سمحوا لي بالزواج في العام
2004،
متى بدأت تتدهور حالتك الصحية؟
٭ بدأت تتدهور تدريجيا في أواخر 2006 ومع بداية العام 2007 تدهورت اكثر
حيث بينت آخر الفحوصات الطبية ان عضلة القلب تعمل بنسبة 15% فقط ويجب
عملية زراعة قلب في أسرع وقت فوضعت على لائحة الانتظار لمدة عام وشهرين
انتظر متبرعا.
كيف كانت حالتك الصحية والنفسية خلال هذه الفترة؟
٭ حالتي النفسية كانت عالية فأنا مؤمن بأن الأعمار بيد الخالق عز وجل
فهو يحيي من يشاء ويميت من يشاء، أما حالتي الصحية فقد كنت أموت في اليوم 5
مرات حيث تنتابني أزمات قلبية خلال فترات قريبة.
كيف استقبلت خبر التبرع؟
٭ اتصل بي د.جورج تادي الذي أجرى لي فحوصات كاملة الساعة 11.30 مساء
يوم 25/2/2008 ليبشرني بأن هناك متبرعا للقلب وطلب مني متبرعين للدم من أجل
إجراء عملية زراعة القلب في اليوم التالي:
هل كنت تعرف من المتبرع؟
٭ استيقظت من العملية التي استغرقت الـ 5 ساعات ونصف الساعة وعرفت ان
المتبرع هي سيدة لبنانية تبلغ من العمر 45 عاما كانت قد توفيت سريريا
وقلبها مازال ينبض وتم نقله بواسطة مروحية تابعة للجيش اللبناني من مستشفى
رفيق الحريري في بيروت الى مستشفى المشرق في سن الفيل الذي كان في حالة
طوارئ من أجل عملية الزرع.
هل حدثت مضاعفات صحية بعد العملية؟
٭ لم تكن هناك أي مضاعفات لأنني أتناول الدواء بصورة دائمة للحد من أي مضاعفات صحية تذكر.
هل هناك تواصل بينك وبين أسرة المرأة التي وهبت لك قلبها؟
٭ تعرفت على زوجها وهو مساعد جراح في مستشفى مار يوسف وايضا أولادها
فعاطفتي لاتزال كما هي ومحبتي لأهل من وهبت لي قلبها كبيرة، وهناك اتصال
دائم بهم ولن استطيع أن أعطي هذه المرأة العظيمة حقها فكلمة شكر لا تكفي.
كيف حالتك الصحية الآن بعد 3 سنوات ونصف السنة من إجرائك العملية؟
٭ ممتازة وأمارس جميع أعمالي وهواياتي خاصة هواية الصيد التي حرمت منها طوال السنين الماضية.
كلمة أخيرة تود أن تقولها؟
٭ لا يمكن ان أنسى حينما زارني زوج السيدة التي أعطتني قلبها حاملا
بيده 3 وردات حمراء مع عبارة «أتمنى الشفاء العاجل» وأيضا لا يمكن ان أنسى
العبارة التي أوصاني بها الجراح د.جورج تادي الذي أجرى لي العملية عندما
قال لي «عليك ان تستحق القلب الذي زرعته لك لا تهمله
لأن كثيــرين فـي حاجة إليه».