تناقلت وسائل الإعلام العربية منذ أيـام خبراً مفـاده أن "الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي أفتى بجواز السجود لصور الرئيس بشار الأسد".
وكان موقع (العربية نت) أول من نشر الخبر وبدأت الصحف والمواقع الإلكترونية وشبكات التواصل الاجتماعي بعد ذلك بتناقله ووضعت عناوين تهاجم الشيخ البوطي.
وتشيـر الأخبار الواردة من محافظة دير الزور السورية الى أن متظاهرين قاموا بإحراق كتب الشيخ البوطي احتجاجاً على فتاويه التي اعتبروها مؤيدة للنظام وأنه أجاز السجود على صور الرئيس السوري بشار الأسد.
ومن خلال متابعتنا للخبر وكيفية صياغته على موقع (العربية نت) ، وجدنا أنه منقول بشكل شبه حرفي عن أحد المواقع السورية المعارضة (زمـان الوصل) والذي قام (بقصد أو بغـير قصد) باجتزاء بعض الفتاوى التي وردت على الموقع الرسمي للشيخ البوطي ووضع أجوبة لأسئلة هي أساسا أجوبة لأسئلة أخرى!.
ويبدو أن الخطأ المهني القاتل وقع به موقع (العربية نت) والذي نقل الخبر عن الموقع السابق دون أن يكلف نفسه عناء البحث عن المصدر الأساسي للفتاوى.
واليكم مقارنة بين ما جاء في موقع (العربية نت) و(زمان الوصل) وما جاء في موقع (نسيم الشام) الذي يعتبر بمثابة الموقع الرسمي للدكتور البوطي:
السجود على صورة الرئيس الأسد
سُـأل الشيخ البوطي هل يجوز السجود لصورة الرئيس؟
وهنا أجاب البوطي:
(جواباً عن سؤالك المحدود أقول لك: اعتبر صورة بشار الموضوعة على الأرض بمثابة بساط، وقف عليه ثم اسجد فوقه لله عز وجل. يكتب الله لك أجر السجود له بدلاً من الكفر).
ونقله موقع العربية كما يلي:
اعتبر صورة بشار الأسد بساطا .. ثم اسجد فوقه.
وفي حكم السجود على صور الرئيس قال البوطي:
ـــ رأينا ولعلكم رأيتم صورة كبيرة للسيد الرئيس بسطت على الأرض ودعي شباب من الأطراف وننظر فنجد أنهم سُجد فوق هذه الصورة.
ـــ هذا منكر ولا شكّ أن الذين فعلوا هذا تلبسوا بالكفر البواح المؤكد.
ـــ غدوت بمعية السيد الوزير رأساً إلى السيد الرئيس وأنا أحمل هذه الصورة، قلت له: تأمل سيادة الرئيس - أنا أحلل تحليل ظن - هؤلاء الذين فعلوا هذا الأمر هم في الظاهر من مؤيديك ولكنهم في الباطن والله ممن يشنؤنك.
ـــ قال: أنا لا أشك في هذا ونظر
ــــ قلت: الآن الهدف من وراء هذا أن يشيع في المجتمع هذا الأمر وأن تزداد مشاعر الثورة الهائجة ضد، ومن ثمّ يوجد من يقول لعل السيد الرئيس هو الذي أوحى بهذا أو هو راضٍ إذاً أنتم تقولون الكفر البواح ها هو ذا الكفر البواح موجود. ـــ لم أشهد أن السيد الرئيس غضب غضبة كالغضبة التي تجلت في شكله وكلامه بالأمس.
ــ قال الرئيس الأسد: أنا أسجد لله أنا أعبد الله فكيف أرضى أن يسجد لي الناس وأنا الذي أعبد الله وأسجد له؟!!
ــــ قلت للسيد الرئيس: هذا لا يكفي، لا بد من كلمة يسمعها الشعب من فمك.
ـــ قال: سأتكلم ولكن ما دامت هناك ندوة غداً فقل بلساني ما تعلمه من عقيدتي التي أقول، وأنا أقول لكم أولاً من فعل هذا فقد تلبس بالكفر البواح، سجد لغير الله عز وجل.
ـــ ثانياً الذين دبروا هذا الأمر تظاهروا بعظيم المحبة له ولكنهم جعلوا من ذلك منزلقاً له لتهتاج الأمة أكثر فأكثر.
وفي فتوى الإجبار على الكفر كان جواب الدكتور البوطي كالتالي:
لماذا تسألني عن النتيجة ولا تسألني عن سببها؟
ما سبب ملاحقة هذا الشخص وإجباره على النطق بكلمة الكفر التي تذكرها والتي زجتهما بالكفر يقيناً وبالإجماع؟
أليس سبب ذلك خروج هذا الشخص مع المسيرات إلى الشارع والهتاف بإسقاط النظام وسبّ رئيسه والدعوة إلى رحيله؟
لماذا لا تسألني عن هذا السبب وحكمه وموقف رسول الله من هذا العمل؟
ألا تعلم - والمفروض أنك تقرأ القرآن- أن الله نهى المسلمين على استثارة المشركين بسب أصنامهم، ولم يتحدث عن سب المشركين لله نتيجة لذلك؟ لماذا الإصرار على مخالفة أمر الله وأمر رسول الله، ثم التشدق بعد ذلك بالسؤال عن حكم الإسلام في حق النتيجة التي انبثقت عن هذه المخالفة؟
استجيبوا لأمر رسول الله القائل في حق مثل هذه الفتنة (عليك بخاصة نفسك) ثم انظروا هل ستجدون من يلاحقكم إلى بيوتكم ويجبركم على النطق بهذا الكفر؟
ونقله موقع قناة العربية كما يلي:
إن ذلك يحدث بسبب خروج هذا الشخص مع المسيرات إلى الشارع والهتاف بإسقاط النظام وسبّ رئيسه والدعوة إلى رحيله.
إطلاق النار على المتظاهرين
و نقل الموقع الفتوى التي تنص على حكم من أقدم على قتل المتظاهرين وما يترتب عليه ولم ينقلوا السؤال الذي قبله الذي ينص على الحكم في حال طُلب من الجنود قتل المتظاهرين.
وكان السؤال كما يلي:
شيخي الفاضل أنا جندي في الجيش السوري وقد اختلفنا مع بعض هنا في حال إذا أمرنا الضابط المسؤول عنا بضرب المتظاهرين بالرصاص الحي هل نمتثل للأمر أم لا؟
فكان جوابه كما في الموقع:
نص الفقهاء على أن الملجَأَ إلى القتل بدون حق لا يجوز له الاستجابة لمن يلجئه إلى ذلك، ولو علم أنه سُيقتل إن لم يستجب له، ذلك لأن كلا الجريمتين في درجة الخطورة سواء، ومن ثم فلا يجوز للملجَأ إلى القتل تفضيل حياته على حياة برئ مثله.
أما موقع قناة العربية فنقل جواباً كما يلي:
(بحجة أنه لم يحرم إطلاق النار على المتظاهرين) عن سؤال آخر عنوانه:
أطلقت النار على المتظاهرين فما الحل.
فكان جوابه كما يلي:
إن تأكدت أن في المصابين من قد قتل، فالمطلوب أولاً إعطاء الدية لأولياء المقتول
...................
ودعا البوطي السوريين في شهر رمضان الى:
ـ الحفاظ على شعائر الله في رمضان لأنه شهر المواساة و الإحسان
ـ دعاهم ألا يستبدلوا بالصلاح الفساد
ـ وألا يكونوا سبباً في أن تقفر المساجد لأول مرة في رمضان المقبل عن روادها.
ـ ودعا الى عدم إفراغ هذا الشهر من مضمونه.
وتساءل البوطي:
ـ هل يمكن أن يُحَارَبَ شهر رمضان بأعتى من هذه الحرب بهذه الصورة؟
ـ حتى في أيام الحروب الصليبية كان القوم يهابون هذا الشهر وكانوا يعرفون له قيمته.
ـ أرأيتم إلى جهاد يحارب شعارات رمضان؟
ـ أرأيتم إلى جهاد يدور رحاه على المسلمين، على الآمنين المطمئنين؟
......................................................................................