واشنطن لا تتوقع تدخلاً مباشراً: إخفاق مجلس الأمن بإصدار قرار يدين سورية[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] تتجه الأمور إلى إخفاق مجلس الأمن الدولي في التوصل إلى اتفاق لإصدار قرار إدانة يفرض عقوبات على سورية واقتصار الأمر على إصدار بيان رئاسي، على حين استبعدت الولايات المتحدة «أي تدخل مباشر» في سورية على غرار الحملة العسكرية التي تشن على ليبيا، في حين استدعت إيطاليا سفيرها في دمشق للتشاور معه على خلفية ما سمته «تصاعد العنف».
وتابع مجلس الأمن الدولي أمس جلسة مشاوراته الثانية لمناقشة «تصاعد العنف في سورية»، على حد تعبيره، بعد جلسة أولى سعى الأميركيون والأوروبيون خلالها لإقناع الدول المترددة في إصدار القرار لكنه انتهى دون نتائج ملموسة. وتريد بريطانيا وفرنسا وألمانيا والبرتغال بدعم من الولايات المتحدة دفع مجلس الأمن لاستصدار قرار «يندد بالقمع»، لكن دبلوماسيون لفتوا إلى أن الأمر الأكثر ترجيحاً هو اتفاق مجلس الأمن على إصدار بيان إدانة عادي من دون صفة ملزمة.
وبحسب وكالة الأنباء السورية «سانا» جدد رئيس إدارة الشرق الأوسط وشمال إفريقية في وزارة الخارجية الروسية سيرغي فيرشينين في تصريحات للصحفيين موقف موسكو المعارض لأي عقوبات من قبل مجلس الأمن ضد سورية، مؤكداً أن العقوبات لا تؤدي إلى تسوية الوضع.
وأضاف: إننا «لسنا شكليين ولا نقف بصورة مطلقة ضد كل شيء ولكننا نقف بصورة مطلقة ضد ما لا يساعد على التسوية السلمية، وإذا كانت هناك أشياء لا تسهم في الاستقرار مثل العقوبات والضغوط فإنها ستكون سيئة لبلوغ ما نريده أي أن يكون هناك قليل من الدماء وكثير من الديمقراطية».
وأشار فيرشينين إلى أنه تجري في مجلس الأمن حالياً مشاورات حول الوضع في سورية يتلخص هدفها الأساسي في تحديد كيفية رد فعل مجلس الأمن على الأحداث الجارية في هذا البلد، مضيفاً إن «المشاورات بدأت ولا تزال مستمرة».
وأوضح أن الأمر الرئيسي ينحصر في الإجابة عن سؤال: من أجل أي شيء تجري هذه المشاورات.. فإذا كانت تجري من أجل تطبيع الموقف فهذا شيء، أما إذا كان المراد منها شيئاً آخر والعمل ما هو أكثر سوءاً والتكلم على الدوام عن عقوبات ما والضغط بوساطة العقوبات فإن ذلك لن يعود بأي نتائج.
وقال: إن «لدى روسيا الكثيرين من الأنصار في مجلس الأمن بصدد الوضع في سورية وإنه لديها مواقع جيدة جداً ولديها الكثيرون من الذين يشاطرونها الرأي في مجلس الأمن وهي الصين وبلدان مجموعة بريكس الأخرى أي البرازيل والهند وجنوب إفريقيا وإن هناك تفهماً لوجوب ألا يؤدي رد فعل مجلس الأمن إلى تردي الوضع.
وأكد فيرشينين أن الموقف الروسي يتلخص في «عدم جواز العنف في سورية سواء ضد المتظاهرين السلميين أو ضد ممثلي السلطة»، مشيراً إلى أنه «لا ينبغي للمعارضة السورية رفض الحوار مع السلطة حول مستقبل البلاد».
وأضاف: إن «الحوار لا يحل القضايا في يوم واحد بل إنه يشغل فترة معينة من الزمن ولا ينبغي التعجل به»، مشيراً إلى أن روسيا تدعو إلى الإسراع بتنفيذ الإصلاحات التي بدأتها السلطات السورية وهي إصلاحات ناضجة وهذا كما نفهم موقف مشترك لجميع السوريين من الحكومة إلى المعارضة.
في غضون ذلك، ذكرت «رويترز» أن رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الاميرال مايك مولن استبعد تدخلاً أميركياً مباشراً في سورية، وقال للصحفيين في ختام زيارة للعراق «لا توجد أي مؤشرات على أننا سنتدخل بشكل مباشر في هذا (سورية). أعتقد أننا سياسياً ودبلوماسياً نريد أن نمارس أكبر قدر من الضغط الممكن لتحقيق التغيير الذي يطالب به عدد كبير من الدول»، في وقت قالت مساعدة الناطق باسم الخارجية الفرنسية كريستين فاج في لقاء مع صحافيين إن «الوضعين في ليبيا وسورية لا يتشابهان» و«ليس هناك أي خيار عسكري مطروح» ضد دمشق.
في الأثناء ذكرت وكالة الأنباء الإيطالية «آكي» أن إيطاليا استدعت سفيرها في دمشق للتشاور معه على خلفية «تصاعد العنف في سورية» على حد تعبيرها، داعية الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي التي لديها سفارات في دمشق للقيام بـ«الأمر عينه».
لكن مايكل مان الناطق باسم وزيرة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي قال: إن «سفيرنا سيبقى في دمشق لمراقبة ما يحدث على الأرض».
ويرأس بعثة الاتحاد الأوروبي في دمشق السفير فاسيليس بونتوسوغلو المولود في اليونان والمتخصص في التجارة والشؤون الآسيوية ويعمل في مكتب دمشق منذ 2007.